منتدى إتحاد جامعة الأزهر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من الاحب الى النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل

من الاحب الى النبي صلى الله عليه وسلم Empty من الاحب الى النبي صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف المجهول الجمعة فبراير 06, 2009 7:02 am

<P>مِن أحب النساء إلى النبي، السيدة "فاطمة" التي لقَّبها الصحابة بأمُّ أبيها، إنها تاج الطهر، ودولة العفة والطهارة أم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة. وسوف نكتفي هذه المرة بالتقرب منها متعرفين على نشأتها في بيت النبوة.</P>
<P>أبوها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي قال عنه الله تعالى: <SPAN class=small_violet>{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}</SPAN>. الرسول الذي أرسله الله لتربية الدنيا كلها، وهو الذي تمثل كل لحظة في حياته قدوة لكل الناس حتى قيام الساعة. أما والدتها فهي السيدة "خديجة" رضى الله عنها التي لقبت بسيدة نساء العالمين، ولا تتعجب أن ينتقل هذا اللقب إلى ابنتها السيدة "فاطمة" بعد وفاتها، ومما يؤكد ذلك قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): <SPAN class=small_violet>"كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع"</SPAN> ويعني بهن كما جاء في سياق الحديث: السيدة "خديجة" والسيدة "فاطمة" والسيدة "مريم" والسيدة "آسيا" امرأة فرعون.</P>
<P>ومما ذُكر عن السيدة "خديجة" أنها كانت جالسة بجوار النبي (صلى الله عليه وسلم) وأن سيدنا "جبريل" نزل على النبي، وأن سيدنا جبريل قال: <SPAN class=small_violet>"اقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ"</SPAN>. يعني أنها ستجد النعيم الذي لا يعقبه عناء والسعادة التي لا يتخللها تعب أبدا. ومن هنا نعرف مكانتها رضي الله عنها عند الله وعند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل وعند ملائكة الله المقربين. <BR><BR>وكأن السيدة "خديجة" كانت تعرف أنها ستسبق النبي (صلى الله عليه وسلم) للآخرة من أجل أن تنتظره كما كانت تنتظره دوما عند عودته في بداية الدعوة، ولعلنا جميعا نذكر ذلك اليوم الذي عاد فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) يرتجف فؤاده بعدما تنزَّل عليه لأول مرة سيدنا "جبريل" في غار حراء، فما كان من السيدة "خديجة" إلا أن قالت له: "والله لن يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتُكِرم الضيف وتُعِين على نوائب الدهر". </P>
<P>فتخيلوا يا أحبائي السيدة "فاطمة" وقد رأت وعاشت كل هذا الحب من السيدة "خديجة" للنبي (صلى الله عليه وسلم)، تخيل أن السيدة "فاطمة" قد عاشت في هذا الزمان الذي ما زالت فيه القلوب طاهرة والتربية سليمة.</P>
<P>لك أن تعرف -كما هو الرأي الأرجح- أن السيدة "فاطمة" ولدت قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) بخمس سنوات أي أنها ولدت وعمر النبي (صلى الله عليه وسلم) 35 عاما فرضعت الحنان والحب والوقوف إلى جانب الزوج والإخلاص من السيدة "خديجة" التي كانت أغنى امرأة في مكة، والتي أنفقت مالها في سبيل نصرة رسولنا الكريم حتى ينشر دعوته.</P>
<P>وحدث بعد بعثة النبي ببضعة أعوام أن ضُرب حصار على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى من معه من الصحابة لمدة ثلاثة أعوام في منطقة تسمى "شعب أبي طالب"، تخيل طفلة تربت وأمها أغنى الأغنياء وفجأة تجد النبي مع الصحابة مسجونين داخل هذا "الشعب" ومحاصرين لا يُباع لهم ولا يُشترى منهم ولا يُتزوج منهم أحد من خارج الحصار المفروض عليهم، فكم كانت بداية حياتك يا سيدتي "فاطمة" صعبة مع والديك. ولكن على قدر المحنة والصعوبة جاء الترابط والتآلف بين أفراد عائلة النبي وخاصة بينه وبين السيدة "فاطمة" التي ستشهد أيامها القادمة زواجها من الإمام "علي بن أبي طالب".<BR><BR>أما سيدتنا "خديجة" فنتيجة لهذه التربية النبوية والنور الذي عاشت في رحابه تحت جناح النبي (صلى الله عليه وسلم) كان اختيارها رضي الله عنها؛ لتكون سيدة نساء العالمين ويرفع ذكرها لمعرفتها بمقام النبي (صلى الله عليه وسلم). رضي الله عن السيدة "خديجة" أم السيدة "فاطمة".</P>
<P>وتمر السنون وتموت السيدة "خديجة" وعمر السيدة "فاطمة" اثنتا عشر عاما تقريبا، ماتت الحضن الكبير لنبي الرحمة ولحقها عم النبي "أبو طالب" الذي لم يكن على دين الإسلام ولكنه كان مصدرا لحمايته من قريش؛ ليسمى هذا العام بـ(عام الحزن)؛ نظرا لحزن النبي العميق على فراق رفيقة دربه الصعب، وعمه الذي كان بمثابة الذراع الذي كان ينصر الدين على الرغم من إصراره على ألا يعلن إسلامه إلى النهاية، ومن حينها أصبحت السيدة "فاطمة" تحنو على أبيها، فلم يتبق غيرها هي والسيدة "أم كلثوم" التي لم تكن قد تزوجت بعد، وتشهد الأيام التالية لحياة النبي قصة حب من نوع خاص بينه وبين ابنته السيدة "فاطمة" والتي من فيض حنوها على أبيها سماها الصحابة "أم أبيها".</P>
<P>كانت السيدة "فاطمة" سندا حقيقيا للنبي (صلى الله عليه وسلم) وتجلى ذلك في كثير من المواقف، نذكر موقفها عندما عاد النبي من عند قبيلة "بني شيبة" وكان يدعوهم للإسلام، فما كان من زعيم القبيلة إلا أن رمى التراب في وجه ذلك الرجل الذي أعجب بكلام النبي، ثم قال للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم): "قم يا أخا العرب"، وعندما ركب النبي ناقته مستعدا للرحيل جاء رجل من القبيلة ليضرب ظهر الجمل فيثور الجمل ويقع النبي على الأرض حتى ناله الأذى من سخرية هؤلاء الكافرين، ويعود النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بيته فتقابله السيدة "فاطمة" بابتسامة كبيرة تهوِّن عليه المشقة التي يواجهها في سبيل الدعوة إلى الله ولتقول له ما كانت دوما تكرره أمها "خديجة" أن والله لن يخذلك الله أبدا يا رسول الله.</P>
<P>ولكن لماذا كانت السيدة "فاطمة" هي أعز بنات النبي وأقربهن إلى قلبه؟ ورأيي في هذا أنها أخذت مكانتها؛ لأنها كانت قريبة من النبي في أوقات الشدة، وكذلك هي الأخرى كانت في حاجة مماثلة إلى حب أبيها وعطفه، لنشأتها في أوقات المحن التي صاحبت بداية الدعوة؛ فلا تتعجب من هذا القرب حيث إن من يكون معك وقت الشدة هو من يحتفظ بأكبر قدر من المحبة والقرب إلى قلبك.</P>
<P>والموقف الثاني عندما كان النبي ساجدا عند الكعبة في الوقت الذي يتفق فيه الكفار على طريقة تحرمه من الصلاة عند الكعبة، فاقترح عليهم "عقبة بن معيط" إلقاء أمعاء جمل نتن على ظهر النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساجد عند الكعبة، يقولون في ذلك: لم يستطع النبي أن يقوم من سجوده من كثرة ما ألقي من سوء على ظهره وكتفه ورقبته من الخلف، ولم يجرؤ أحد من المسلمين أن يزيله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هرعت السيدة "فاطمة" إلى أبيها بإزالة القذر الذي غطى ظهره الشريف وهي دامعة العينين شديدة الإشفاق عليه، لكنها كانت على يقين من أن الله لن يترك أباها يعاني من أذى قريش، ولسوف يظهر الله دينه ولو كره الكافرون.</P>
<P>وجاء الأمر من الله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة، ويقرر أن يترك النبي ابن عمه "علي بن أبي طالب" في فراشه يوم خروجه ليلا، ولأن الله شكور فلقد كافأ سيدنا "علي" بعدها بأن التي تشاركه حياته زوجة هي السيدة "فاطمة"، ويتقدم الإمام "علي" لخطبتها عام 2 هجريا -كما جاء في الروايات- بعد غزوة بدر. ولما سأله النبي عما معه من مهر قال سيدنا "علي" والله ما عندي شيء إلا درعي فباعه ليدفع مهر السيدة "فاطمة" سيدة نساء العالمين بعد أمها السيدة "خديجة" رضي الله عنها.</P>
<P>أما وصف دارها في بيت زوجها فتأملوا معي مم كانت تتكون:<BR>كانت حجرة فرشت بالرمل الناعم وفيها فراش ووسائد حشوها ليف وجلد شاه للجلوس عليه ورحى ومنخل ومنشفة وكوز وقربة للماء وحصيرة. كان هذا وصف بيت الزوجية للسيدة "فاطمة" رضي الله عنها وعن زوجها من أشرف الخلق عند الله. وفي هذا درس هام لابد لنا من أن نتعلمه ونقف عنده طويلا وهو أن السعادة ليست في المتاع والترف والتجهيز بل في الحب والتفاهم والرضا بين الزوجين. أما من تكفّل بالفرح فكان أسد الله سيدنا "حمزة" عم النبي الذي أحضر الإبل وذبحها ابتهاجا بالزواج.</P>
<P>وقبل أن يذهب الزوجان إلى بيتهما قال النبي لسيدنا "علي": <SPAN class=small_violet>"يا علي لا تقرب امرأتك حتى آتيك"</SPAN>، وبعدما ذهبا إلى بيتهما انتظرا النبي الذي طلب كوبا من الماء فتفل (بصق) فيه وقرأ عليه ليمنحه بركة القرآن، وقام وأخذ من هذه المياه ومسح على وجه سيدنا "علي"، ونفس الشيء مع السيدة "فاطمة" التي قامت بعدها تتعثر في مشيتها من الخجل أن يأتي لها أبوها في يوم زفافها ويمسح على وجهها الكريم بيده الشريفة.. فما أعظم قدر آل البيت إذ أحب الله من أحبهم وأبغض من أبغضهم.<BR><BR><SPAN class=small_red>ونستكمل حديثنا عن بقية السيرة العطرة لحياة السيدة "فاطمة" رضي الله عنها في حلقة قادمة بإذن الله، ملتمسين الهدى والرضا في رحاب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.</SPAN></P>
<P align=center><BR></P>
<P align=center>&nbsp;</P>

المجهول
عضو جديد
عضو جديد

ذكر عدد الرسائل : 16
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 04/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى